إيتيكيت المقابلات العاطفية ليس وليد هذه الفترة. فهو موجود بطريقةٍ أو بأخرى منذ قديم الأزل. الفارق الوحيد أنه أصبح يحظى الآن بالاهتمام والتركيز نظرًا لظاهرة غريبة جدًا، وهي الضعف العاطفي الذي ضرب الناس. فنكاذ لا نمتلك أي خلفية عن كيفية التعامل مع بعضنا في المواقف العاطفية. لذلك فإن العشاق مُجبرين يتوجهون إلى الدليل أو الإيتيكيت الخاص بهذه الزاوية المهمة من حياتنا.
الحقيقة أن الأمر عادةً ما ينجح ويتطور إلى ما هو أبعد من مقابلة عاطفية. لهذا دعونا في السطور القادمة نتعرف سويًا على أبرز قواعد وإيتيكيت المقابلات التي تحكمها العاطفة في المقام الأول. تلك المقابلات التي يكون الهدف الرئيسي من وجودها إعطاء الانطباع الجيد للطرف الآخر منذ اللحظة الأولى، فكيف نفعل ذلك يا تُرى؟
ماذا تحتاج لتنفيذ هذه التعليمات؟
- ملابس جديدة ونظيفة صالحة لمقابلة عاطفية هامة.
- بعض الآراء في الموضوعات العامة كي يتم استخدامها خلال المقابلة.
- اهتمام بالشكل جيدًا ومحاولة تحسينه قبل بدء المقابلة.
- لباقة في الحديث وقدرة على انتقاء الكلمات المناسبة في الوقت المناسب.
- احترام واهتمام كامل للطرف الآخر حتى من قبيل التظاهر.
- عطر قوي، جاذب وفي نفس الوقت لا يُسبب أذى للأنف.
إيتيكيت المقابلات العاطفية
لكل شخص عقله الخاص، ذلك العقل عادةً ما سيقوده إلى التصرف المناسب له في مواقف معينة. موقف مثل المقابلات العاطفية التي تحدث للمرة الأولى لا يحتاج منك بطبيعة الحال أن تكون شخصًا مصطنعًا، وفي نفس الوقت لا يحتاج منك أن تكون على طبيعتك وكأنك جالس مع شخص تعرفه وتجلس معه منذ فترة طويلة، وإنما من الأفضل خلق حالة وسطية جميلة.
كيفية التصرف في المقابلات العاطفية
هذه الوسطية يمكن الوصول البها اذا ما قمت باتباع تعليمات إيتيكيت المقابلات العاطفية. هذه التعليمات اتفق بعض المتخصصين في الشأن العاطفي عليها، وأيضًا أقرها بعض علماء النفس الذين تشغلهم مثل هذه الأمور. تلك التعليمات كثيرة ومتعلقة بأكثر من جانب يخص هذه المقابلات، لكننا فقط سنكتفي بذكر أبرزها.
عدم التطرق أبدًا للعلاقات السابقة
عندما يجلس الشخص لأول مرة مع شخص آخر في موعد عاطفي يُريد أن يتحدث معه في كل شيء تقريبًا. يُريد أن يُعرّفه عن نفسه أكثر بذكر أبرز الأمور في حياته. وهنا تحدث الكارثة الكُبرى بالتطرق إلى علاقة عاطفية سابقة، وهو يظن في قرارة نفسه أنه بذلك يقوم بالتصرف الصحيح. هو يظن أنه يُعلي مبدأ المصارحة والمكاشفة منذ الوهلة الأولى، لكن الحقيقة أن التحدث عن علاقة عاطفية سابقة أمام شخص تنوي القيام بعلاقة عاطفية معه أشبه بإشارة إلى أنك لم تستطع بعد نسيان الشخص السابق. هي نوع من الإهانة الشديدة له بكل تأكيد. وليس معنى هذا أن تكتم حياتك السابقة، لكن فقط كل ما نطلبه ألا تجعل من هذا الشيء موضوع جلستك العاطفية الأولى كيلا تجعلها الأخيرة.
حافظ على مظهرك قدر الإمكان
عندما يقبل شخص ما الارتباط بشخص آخر فإن ذلك يكون راجعًا أمور كثيرة، أولها المظهر ويأتي بعدها مباشرةً الجوهر. بما أننا نتحدث عن إيتيكيت المقابلات العاطفية، سيكون من البديهي أن تعرف بأن المقابلة الأولى تعتمد على المظهر كليا، ولا يكون هناك أي وجود للجوهر لأنه ببساطة غير معروف بعد. تحسين المظهر يتم تحسينه قبل المقابلة وبعدها. فمثلًا الاهتمام بالملابس والعطور أمر لابد منه أثناء التجهيز للمقابلة، أما خلال المقابلة، وإذا كنت تتناول مشروبًا أو طعامًا أمام الشخص الآخر، فاحرص تمامًا على ألا يؤثر على مظهرك. مثال على ذلك هو كأن تتساقط قطع من الطعام على ملابسك أو تلتصق بقايا طعام حول فمك. هذه الأمور ستؤثر جدًا في الحكم بهذه المقابلة الأولى.
استمع أكثر من التحدث
ليس من المبالغة القول أنك في مقابلتك العاطفية الأولى سوف تكون تحت مجهر الطرف الاخر. لهذا السبب، قد تبوح بما يغير فكرة الناس عنه. لذلك، ومن أجل المرور إلى بر الأمان، وضع إيتيكيت المقابلات العاطفية شرطًا مُتعلقًا بهذا الجانب من المقابلة، وهو أهمية الاستماع بدرجة أكبر من الحديث. فكر ان على الطرف الآخر أن ينكشف أمامك وليس العكس بقدر الإمكان، قد لا تندم أن لم تتحدث كثيرا، بينما ستندم كثيرًا إذا تحدثت بما لا يليق. أي أن خيار الاستماع هو الخيار الافضل في النهاية. ثم إنك في النهاية تُريد إظهار خبايا الشخص الذي أمامك، وهذا الأمر لن يتضح لك إلا من خلال التحدث معه.
تبادل الآراء وتجنب الصمت
لا تعني نصيحتنا قبل قليل، بأن تستمتع أكثر مما تتحدث كي تلتزم بقواعد إيتيكيت المقابلات العاطفية ، أن تظل طوال الجِلسة تستمع فقط. فهذا بالطبع أمر يُقلل من فرصة نجاح تلك المقابلة الأولى. بل عليك كذلك أن تتبادل الحديث كي يكون هناك تفاعل كبير وتتجنب الصمت الذي قد يؤدي إلى شعور الطرف الآخر بأنك شخص سطحي لا تمتلك أي وجهة نظر. وهناك تكمن أهمية تبادل الآراء في المقابلة الأولى، وليس هناك أي مانع من أن يكون الغرض الرئيسي من عرض هذه الآراء إظهار القدرة والفكر الكبير للطرف الآخر. ففي النهاية المقابلة الأولى يُقصد بها في المقام الأول عرض كل شخص للآخر في أفضل صورة مُمكنة.
الابتسام أفضل سلاح لغزو القلوب
بعدما تبدأ المقابلة وتُطرح الأمور التي تستحق الحديث، فمن المؤكد ظهور بعض الأمور التي تستدعي الابتسام. بمعنى أن يتحدث كل طرف مع الآخر ثم يأتي ذكر شيء مُضحك، وهنا قد يعتقد البعض أن الابتسام في مثل هذه الظروف نوع من التساهل، وهو في الحقيقة اعتقاد خاطئ. لأن الابتسام في هذه الحالة سوف يقود إلى الارتياح، ومن ثم التحدث أكثر بقلب أكبر. يفضل ان لا يكون الابتسام نتيجة لمزحة أو شيء ما مضحك، وإنما يُمكن أن يكون كذلك رد فعل للحديث العادي. ففي الأصل البشاشة أحد أهم تعليمات إيتيكيت المقابلات العاطفية أو أي مُقابلة بشكلٍ عام. ولكن يجب التنويه على عدم المبالغة في الابتسام إلى الحد الذي يُظهر عدم الحياء. السر في التوازن.
لا تنظر في ساعة يدك أبدًا
أهم إيتيكيت من إيتيكيت المقابلات العاطفية ألا تنظر أو تحاول النظر حتى في ساعة يدك. أن تنظر في ساعة يدك فهذا يعني أنك قد شعرت بالوقت، وأن المقابلة لم ترق لك. حتى لو لم تكن تعني ذلك فلا شيء آخر سيُفهم مما تفعله،. ولهذا، ولكي تتجنب إحراج الآخرين، لا تنظر في الساعة، أو من الأفضل أصلًا عدم جلبها معك أثناء اللقاء. فمن المفترض أن قوة ورومانسية هذا اللقاء لن تُشعرك أبدًا بالوقت، بينما نظرتك المتكررة في الساعة سوف تجعل الشخص الجالس أمامك يشعر العكس تماماً. كما أنك إذا لم تكن قادرًا على الارتياح للشخص وأردت يقينًا تركه فلا تفعل هذا أيضًا من قبيل جبر الخواطر الذي تأمرنا به الأديان السماوية.
اضبط الهاتف على الوضع الصامت
كما هو الحال مع ساعة اليد، يجب أن يكون الحال كذلك مع الهاتف الشخصي. من الطبيعي استقبال المكالمات الهاتفية أثناء الجلوس مع الأصدقاء والعائلة وفي أي مكان، بيد أن إيتيكيت المقابلات العاطفية لا يُتيح لك هذا الأمر أثناء اللقاء العاطفي. هذا سيكون له أثر سلبي على نظرة الطرف الآخر لك. حيث سيدرك وقتها أنك شخص قليل اللباقة. مهما بلغت اهمية المكالمة، عليك أن تجعله يشعر خلال فترة جلوسه معك بأنه العالم بالنسبة لك. أن كل ما عداه لا قيمة له في هذا الوقت. قد يستهن البعض بمكالمة هاتفية، لكنها حقيقةً قد تُنهي علاقة كاملة قبل أن تُقام حتى. ضع هذا الأمر في الاعتبار كي تمر المقابلة الأولى بسلامٍ تام.
احمل في يدك هدية رمزية
ينصح الخبراء والقائمين على إيتيكيت المقابلات العاطفية أن يقوم الشخص بحمل هدية رمزية معه خلال المقابلة الأولى على وجه التحديد. هذه الهدية الرمزية عادةً ما تكون وردة عادية، لكنها تنجح في ترك الانطباع الجيد لدى الطرف الآخر. هذا هو الهدف المنشود أصلًا من المقابلة برمتها، كما انه لا بمكن أبدًا الاستهانة بقوة وردة. فمن يدري، وردة صغيرة كهذه يُمكن أن تكون سببًا من أسباب تقوية العلاقة وتطويرها فيما بعد. فالوردة هدية يمكن قبولها على سبيل المثال بخلاف بعض الهدايا الأخرى القابلة للرفض بسبب عدم قوة العلاقة بعد.
تحدث عن اهتمامات الشخص الآخر
التركيز على اهتمامات الشخص الآخر تساهم في إنجاح المقابلة الأولى بنسبة كبيرة. فمثلًا، إذا رأيت الشخص الآخر يجلس ويحمل معه كتاب أو رواية، فسيكون من المدهش جدًا التحدث عن هذه الرواية وذكر بعض المعلومات عنها والتظاهر بقراءتها حتى ولو لم يكن ذلك الأمر قد حدث بالفعل. فالشخص الآخر في هذه الحالة سوف يشعر وكأنك تشاركه اهتمامته، تهتم لما يهتم به ولا تنشغل بالأشياء التي لا يهتم به. طبعًا هذا سبب كافٍ جدًا لنجاح المقابلة الأولى وتطورها إلى ما هو أبعد من ذلك.
نصيحة إيتيكيت المقابلات العاطفية : انهِ المقابلة بطريقة سحرية
الآن بعد ان أخرج كل شخص ما في جعبته، يمكنك إذا أردت ختم هذه المقابلة بختم النجاح. يجب عليك أن تستخدم الطريقة السحرية في إنهاء المقابلة، وهي طريقة التشويق. كأن تسأل الشخص الآخر مثلًا سؤالًا مُحيرًا ثم تخبره بأنك ستجاوب على هذا السؤال في المقابلة التالية. بهذه الطريقة سوف يظل الشخص الآخر مُتعلق بهذه المقابلة ومُنتظرًا لها بكل حماس. هذا يعتبر نجاح في الحقيقة للمقابلة برمتها، لأنه معنى أن يكون هناك لقاء ثانٍ أن اللقاء الأول به نسبة كبيرة من القبول، وهو المطلوب بكل تأكيد.
كاتب المقال الأصلي: محمود الدموكي
تحرير المقال : فريق موقع تعليمات