عند التفكير في زراعة الخضروات والفاكهة في المنزل لابد وأن يخطر على بالنا كذلك زراعة البصل .خاصة وأن زراعته لا يحتاج إلى جهد كبير في إنجاحه. فهو من النباتات التي تنمو بسهولة وكذلك لا تحتاج إلى حيز واسع لزراعتها. اضف الى ذلك أنها لا تستغرق وقتاً طويلاً حتى تنمو وتنضج وتصبح جاهزة للحصاد.
ماذا تحتاج لتنفيذ هذه التعليمات؟
- براعم لنبات البصل معدة للزراعة.
- بذور لنبات البصل.
- تربة خصبة ومعرضة لأشعة الشمس.
- أصص زراعية أو صناديق خشبية معبأة بتربة زراعية.
كيفية زراعة البصل في المنزل
يعتبر البصل من أكثر الخضروات استخداماً وعلى نطاق واسع. الجميع يافق على ان البصل عنصر غذائي من العناصر الضرورية لإضفاء نكهة على الوجبة. اليك تعليمات زراعة البصل منزليًا .
اختيار نوع البصل
كسائر الخضروات والفاكهة هنالك أنواع عديدة من البصل بألوان مختلفة والتي تختلف تبعاً لفصول السنة الأربعة فهنالك البصل الأبيض والبصل الأحمر والأصفر والنوع الأشهر على الإطلاق البصل البنفسجي وكل له مذاقه الخاص والمختلف. لكن فيما يخص آليات الزراعة يمكن تقسيم كافة تلك الأنواع السابقة إلى نوعين نوع طويل النمو والآخر قصير النمو، فالنوع الأول (الطويل) يحتاج إلى وقت يزيد عن الأسبوعين كي تبدأ البراعم في الظهور أعلى سطح التربة بينما النوع الثاني (القصير) لا يستغرق سوى 10 أيام تقريباً حتى تبدأ براعمه في الظهور. وبالنظر إلى موسم الزراعة فإن النوع طويل النمو يستحب أن تتم زراعته مع نهايات فصل الربيع وبوادر قدوم فصل الصيف بينما يميل النوع الثاني إلى نهايات فصل الشتاء ودخول فصل الربيع. أخيراً فإن كل نوع كما وضحنا سالفاً يتميز بلون ومذاق مختلف عن بقية الأنواع الأخرى حيث تجد النوع الأصفر به نسبة واضحة من السكر تضيف إليه مذاقاً محلى بينما البصل الأبيض تجده أكثر حدة في الطعم والمذاق أما النوع البنفسجي وهو الأشهر في عالمنا العربي فهو النوع الوحيد الذي يمكن تناوله نيئاً دون الحاجة إلى طهيه حيث تجد مذاقه مقبول جداً.
كيفية زراعة البصل من البذور
على العموم يوجد طريقتان يمكن من خلالهما زراعة البصل الأولى عبر استخدام براعم البصل والثانية عن طريق البذور ودائماً ما يفضل المزارعون المحترفون ذوي الخبرة الاعتماد على البراعم حيث أنها تصمد لفترة أطول وتتحمل أحوال الطقس السيئة بشكل أفضل من البذور. لكن إن كنت تفضل زراعة البصل من البذور فسوف تحتاج إلى بدء الخطوات الأولى من عملية الزراعة داخل منزلك حتى تنمو النبتة قليلاً وتظهر البراعم أعلى سطح التربة ثم تقوم حينها بنقل النباتات إلى خارج المنزل لتتركها معرضة للشمس بعد أن تكون قد تأكدت من قدرتها على تحمل ظروف الطقس الخارجي.
زراعة البصل في المنزل
يحتاج البصل دوماً إلى مناخ دافئ نسبياً كي يتمكن من النمو على النحو الأمثل، فلو تمت زراعة البصل في طقس بارد فسيكون مصيره إما الموت وعدم النمو أو تباطؤ معدل النمو بشكل واضح نتيجة لاستهلاك معظم الطاقة التي يكونها النبات في التدفئة بدلاً من استغلالها في النمو وزيادة الحجم. وإن كنت ستقوم ببدء الزراعة باستخدام البذور وليس البراعم فاعلم أنك ستكون بحاجة إلى تركها داخل التربة داخل المنزل وعدم تعريضها للطقس الخارجي لمدة لا تقل عن ستة أسابيع على أن تقوم بإخراجها لتتعرض لأشعة الشمس بعد انقضاء تلك المدة؛ لذلك احرص على اختيار التوقيت الملائم للزراعة.
اختيار المكان المناسب للزراعة
بالنظر إلى اختيار مكان لزراعة البصل به فإن هذا النبات لا يحتاج إلى مواصفات عالية الدقة حيث يتميز بقدرته على التكيف مع أحلك الظروف لكنه بالطبع ينمو بمعل أسرع وبشكل أفضل إن توافرت بعض الشروط المحببة له مثل البقعة الواسعة فكلما زادت المساحة التي يزرع بها البصل كلما أنتج لك ثماراً ذات حجم أكبر لكنه في الوقت ذاته لا يشترط وجود مساحة معينة للزراعة بها، كذلك يفضل نبات البصل التعرض لأشعة الشمس بشكل كبير طوال النهار لذا احرص على عدم وضعه في مكان مغطى بظلال سور أو حائط أو شجرة أو ما شابه. أخيراً إن لم تتوافر لك القدرة على زراعة البصل في تربة الحديقة يمكنك بناء صناديق تربة مخصصة له وسينمو بشكل طبيعي بها تماماً.
حساب المسافات المناسبة
بعد تجهيز بقعة الزراعة واختيار نوع البصل والتوقيت المناسب لبدء الزراعة يجب أن تراعى مجموعة حسابات في زراعة البصل والتي تتعلق بالمسافات التي يجب أن تترك بين كل نبتة وأخرى وكذلك درجة العمق الذي يجب أن توضع فيه النبتة عند بداية زراعتها في التربة سواء كانت على هيئة براعم أو في صورة بذور. فالبراعم يجب أن يتم غرسها على عمق لا يزيد عن 2.5 سم حيث أنه إن زاد العمق عن ذلك فسوف يؤدي إلى تحجيم نمو البراعم وتقليل معدله كما يجب أن تترك مسافة تقدر بما يتراوح بين 10 و15 سم بين كل برعم وآخر. أما في حالة استخدام البذور فيمكن أن تقوم بترك مسافة لا تزيد عن 5 سم فقط بين كل بذرة وأخرى على أن تقوم بتوسيع الرقعة وزيادة تلك المسافات بمجرد ملاحظة بداية نمو البراعم وظهورها وذلك حتى تعطي فرصة كافية للبصل لينمو بالحجم الملائم.
حماية النبتة في أثناء نموها
من المعروف أن ثمار البصل التي نستخدمها نحن هي في الأصل جزء من الجذور والتي تظهر أسفل التربة ولا تصعد إلى أعلاها؛ ولذلك فإن مهمتك الأولى عند زراعة البصل هي أن تحاول حماية جذور النبتة قدر الإمكان من أي شيء قد يؤثر سلباً عليها، ولعل أهم ما يمكن أن يحدث ضرراً لها هو الحشائش والأعشاب التي تنمو بشكل تلقائي بمجرد ري التربة وحتى بدون وجود أي بذور بها وتؤثر على جذور البصل المتواجدة حولها حيث تتقاسم معها الماء والغذاء الموجودان بالتربة؛ ولذلك فبمجرد ملاحظتك لنمو تلك الحشائش قم بقصها على الفور من سطح التربة لكن لا تحاول اقتلاعها وذلك لأنه يمكنك أن تقوم باقتلاع جزء من جذور البصل عند غير عمد عند محاولة إزالة تلك الحشائش. كذلك إن لاحظت ظهور أزهار لنبات البصل فهذا يعني أن نمو الثمرة قد اكتمل ولن يجدي تركها في التربة أكثر من ذلك نفعاً لذا قم باقتلاعها على الفور. وأما لمن يفضلون أنواع البصل ذات الطعم المحلى أو المليء بالسكر فيمكنهم تحقيق ذلك عبر زيادة كمية الماء في التربة في أثناء الري.
زراعة البصل في الأراضي الصحراوية
على الرغم من المناخ الصحراوي يعتبر غير مناسب لنبات البصل إذ أنه يفضل المناخ المعتدل المائل للبرودة وليس العكس إلا أنه هنالك محاولات عديدة لزراعته في أراضي صحراوية والتي نجحت بالفعل في دول مثل دول الخليج لكنها تعتمد على الري بالتنقيط وليس الري التقليدي.