يسعى الجميع للحصول على عسل النحل الأصلي لتحقيق أكبر استفادة ممكنة مما يمتاز به من خواص علاجية ووقائية، لكن الكثيرين يقعون ضحايا عمليات الغش التجاري نتيجة قلة خبرتهم وعدم قدرتهم على التفرقة بين العسل الطبيعي والصناعي، لكن الخبراء في هذا المجال أوجدوا الحل المناسب لذلك، والمتمثل في مجموعة من الإجراءات البسيطة التي يمكن من خلالها تمييز عسل النحل الأصلي عن العسل الصناعي أو المخلوط.
ماذا تحتاج لتنفيذ التعليمات؟
- التعرف على طرق اختبار جودة العسل
- وعاء ماء
- أوراق مناديل المطبخ
- موقد “بوتجاز”
- مادة اليود
- التعرف على أنواع العسل ومواصفاتها وخواصها
طرق اختبار عسل النحل الأصلي
حدد الخبراء في مجال الزراعة وإدارة المناحل مجموعة من الطرق البسيطة التي يمكن من خلالها اختبار عسل النحل الأصلي والتعرف على درجة نقاؤه، ومن تلك الطرق ما يلي:
1- اكتشاف عسل النحل الأصلي عن طريق الماء :
عسل النحل الأصلي تكون كثافته مرتفعة ويتميز بدرجة عالية نسبياً من اللزوجة، ومن ثم من الصعب إذابته في أي سائل آخر وخاصة الماء دون تقليب جيد، ومن ثم يمكن الاستفادة من تلك الخاصية في اختبار جودة عسل النحل واكتشاف إن كان أصلياً بنسبة 100% أم صناعياً أم خليطاً بين عسل النحل الطبيعي والمركبات الصناعية، ويعد ذلك الاختبار هو الأسهل بين مختلف طرق اختبار جودة العسل.
يجرى هذا الاختبار عن طريق إحضار كوب مملوء بالماء النقي، ثم يتم إضافة قطرة صغيرة أو نصف ملعقة من العسل المراد اختبار جودته إلى ذلك الكوب ومراقبة النتائج.
قطرات عسل النحل الأصلي لن تختلط بالماء وستهبط إلى قاع الكوب وتستقر به، ومهما طالت مدة بقاء القطرة داخل الكوب ستبقى متماسكة وظاهرة بوضوح، أما إذا حدث عكس ذلك أي أذيبت قطرة العسل كلياً أو جزئياً في الماء فأن ذلك يشير إلى العسل غير أصلي أو على الأقل مخلوط به عسل صناعي.
2- اكتشاف عسل النحل الأصلي عن طريق ورق الامتصاص
تتوفر داخل كل مطبخ خامات ورقية تستخدم بشكل أساسي في إخراج المقليات عليها بهدف امتصاص الزيت منها، ويمكن الاستفادة من تلك الخامات الورقية في اختبار جودة عسل النحل والتعرف إن كان طبيعياً أم صناعياً أم خليطاً بين هذا وذاك.
يجرى ذلك الاختبار بصورة غاية في البساطة عن طريق إحضار قطعة من تلك الخامات الورقية “مناديل المطبخ”، ثم يتم إضافة قطرة من عسل النحل المراد اختباره على تلك الورقيات ومراقبة النتائج، إذا كانت القطرة لأحد أنواع عسل النحل الأصلي ستبقى على حالها متجمدة في شكل حويصلة صغيرة، أما إذا كان العسل صناعياً أو مغشوشاً عن طريق الخلط بين العسل الطبيعي والمركبات الصناعية ففي تلك الحالة ستقوم ورقة المناديل بامتصاصه مما يُخلف بقعاً داكنة فوقها تشبه تلك البقع التي تنتج عن تقطير الزيت، حيث أن العسل الصناعي يدخل في تركيبه بعض المواد الزيتية سهلة الامتصاص.
3- اكتشاف عسل النحل الأصلي عن طريق الحرق
من المعلومات الغريبة وغير الشائعة حول عسل النحل الأصلي أنه من المواد القابلة للاشتعال، وبناء على ذلك يمكن اختبار جودة عسل النحل واكتشاف نوعه سواء أصلياً أو صناعياً من خلال تعريض كمية مناسبة منه للنار، ويمكن إتمام ذلك الاختبار بطريقتين مختلفتين على النحو الآتي:
- الطريقة الأولى: تسمى اختبار العصا وفيها يتم إضافة كمية من عسل النحل على طرف ملعقة خشبية، ومن ثم تقريب تلك القطرات من نيران مشتعلة ومراقبة ما سيحدث، فإذا اشتعلت النيران في القطرات كان هذا دليلاً قاطعاً على أن عسل النحل أصلياً ونقياً بنسبة 100%، أما إذا تعرضت للذوبان فأن ذلك يشير إلى العكس أي أن العسل إما صناعياً أو مخلوطاً.
- الطريقة الثانية: تعتبر تلك الطريقة إلى الأسهل ومناسبة أكثر للإجراء داخل المنازل، حيث كل ما يتطلبه إتمامها إضافة كمية من العسل إلى ملعقة طعام كبيرة ثم وضع تلك المعلقة على نيران الموقد، إذا كان العسل صناعياً أو مغشوشاً سنلاحظ تصاعد دخان نتيجة احتراق قطرات العسل مع أشتمام رائحة سكر محروق، حيث أن السكر من المواد التي تدخل في تركيب العسل الصناعي أما إذا لم نلاحظ تلك الآثار فذلك دليل على نقاء العسل.
4- اكتشاف عسل النحل الأصلي عن طريق اليود
التمييز بين عسل النحل الأصلي والآخر المغشوش يتطلب التعرف على المواد التي تستخدم في غشه، والتي عادة ما تكون خليطاً بين السكر وبعض المواد النشوية، وبناء على ذلك يمكن استخدام مادة اليود في التأكد من خلو العسل من النشويات أو العكس.
يتم إجراء هذا الاختبار عن طريق إضافة عينة اختبار “ملعقة صغيرة” من العسل إلى كمية مناسبة من الماء وترك ذلك الخليط على النار حتى يصل إلى درجة الغليان، ثم يُترك الخليط ليبرد في درجة حرارة الغرفة الطبيعية ومن ثم يضاف إليه مادة اليود ومراقبة النتائج.. إذا كان تركيب العسل يحتوي على المواد النشوية فأن لونه الأصفر سيتحول تدريجياً إلى اللون الأخضر أو الأزرق أما إذا لم يتأثر لونه بإضافة اليود فهذا يعني أنه من نوع أصلي نقي.
5- اكتشاف عسل النحل الأصلي عن طريق الشم والتذوق
يمكن الاعتماد على حاستي الشم والتذوق في التمييز بين عسل النحل الأصلي ونظيره المغشوش، ويعتبر ذلك من الأساليب السهلة والبسيطة والتي يمكن القيام بها داخل محال بيع العسل للتأكد من جودة العسل قبل إتمام عملية الشراء.
- أنواع عسل النحل الأصلي على اختلافها يكون لها رائحة مميزة ونفاذة، غالباً ما تكون رائحة الزهرة التي تغذى عليها النحل الذي أنتج العسل، في حالة غياب تلك الرائحة فمن المؤكد أن العسل مغشوشاً أو مخلوطاً ببعض المكونات الدخيلة عليه مثل السكر أو النشويات عديمة الرائحة.
- يختلف مذاق عسل النحل من نوع لآخرلكن العامل المشترك بينهم جميعاً هو أن حلاوة مذاق عسل النحل الأصلي لا تدوم فترات طويلة بعكس ما هو شائع، حيث يؤكد الخبراء أن عسل النحل النقي يدوم تأثير مذاقه لفترة قصيرة لا تتجاوز الدقيقتين، بينما مذاق العسل الصناعي المخلوط مع السكر يدوم لفترات أطول من ذلك، من ثم يمكن اختبار جودة أصناف العسل عن طريق تذوق قدر بسيط جداً منها.
تعرف على أنواع العسل وخصائص كل منها :
عند شراء عسل النحل الأصلي بهدف الاستفادة من خواصه الصحية والعلاجية، فأن اختيار الأنواع الأصلية ليس كافياً لضمان تحقيق الهدف المراد من تناوله، حيث أن تتوفر في الأسواق العديد من أنواع عسل النحل الأصلية، إلا أن تركيب كل نوع من تلك الأنواع يختلف بصورة كبيرة عن النوع الآخر وبالتبعية تختلف خواصه العلاجية والوقائية.
ينصح الخبراء في مجال الزراعة وتربية النحل بضرورة التعرف على نوع العسل المناسب قبل الشراء، ويمكن التعرف على ذلك ببساطة من خلال تفقد الإنترنت أو من خلال استشارة البائعون ذوي الخبرة في محال بيع العسل الكبرى. بشكل عام من أبرز أنواع عسل النحل الأصلي وأكثرها طلباً وانتشاراً ما يلي:
- العسل الجبلي: يمكن تميزه بسهولة من خلال درجة لزوجته المرتفعة، وقد أثبت هذا النوع فعاليته في تعزيز علاجات أمراض الكبد والجهاز الهضمي والأنيميا وفقر الدم، كما يُنصح بتضمينه النظام الغذائي الخاص بالمتعافين من الإدمان والحوامل.
- عسل الزيتون: يمتاز هذا النوع من أنواع عسل النحلي الأصلي بارتفاع قيمته الغذائية، حيث يحتوي على نسب عالية من الفيتامينات والمعادن وتشير بعض الدراسات إلى أن القيمة الغذائية لكيلو واحد من هذا العسل تعادل القيمة الغذائية لإثنى عشر كيلو جراماً من الخضروات تقريباً، ومن آثاره الصحية مساهمته في علاج أمراض القلب والمرارة والتهاب الكبد كما يقلل بنسبة كبيرة من احتمالات التعرض لمرض السرطان.
- عسل الزهور البرية : يعتبر هذا النوع من العسل الأكثر فعالية في برامج الحميات الغذائية وأنظمة الريجيم، حيث يساهم بصورة كبيرة في إنقاص الوزن والتخلص من الدهون المتراكمة في الجسم، السر في ذلك يعود إلى انخفاض كم السعرات الحرارية التي يحتوي عليها، كما أنه مرتفع القيمة الغذائية ومن ثم يعمل على إمداد الجسم الجسم بمختلف العناصر التي يفتقر إليها نتيجة انخفاض حصته من الطعام.
- عسل حبة البركة: يعتبر واحد من أشهر أنواع عسل النحل الأصلي وأكثرها شيوعاً، يستخدم هذا النوع بصفة أساسية في علاج أعراض نزلات البرد وأمراض الجهاز التنفسي مثل نوبات السعال والإصابات الرئوية كما يساهم في تقوية جهاز المناعة وذلك بفضل احتوائه على نسب مرتفعة من مادة اللجنون Legnon، أيضاً كشفت بعض الدراسات العلمية عن إسهامه في تنشيط الدورة الدموية والحفاظ على صحة القلب.
- عسل الموالح: يعرف أيضاً بأسم عسل الحمضيات ويمكن تميز هذا النوع من خلال كثافته القليلة ودرجة لزوجته المنخفضة ولونه الفاتح، ويلعب من أهم تأثيرات هذا العسل الصحية مساهمته في تنقية الدماء من الرواسب والسموم كما يساعد على تهدئة الأعصاب، كما أنه مثالي للأطفال بفضل كثافته المنخفضة وسهولة امتصاصه في الجسم.
- عسل السدر: من أشهر أنواع عسل النحل الأصلي ويمكن تمييزه من خلال لونه الداكن نسبياً المائل قليلاً إلى درجات البُني، يستفاد من هذا العسل في علاج أمراض الكبد وتقرحات المعدة واضطرابات الجهاز الهضمي وحالات الضعف العام، كما يمكن استخدامه موضعياً على الجروح والحروق حيث يسرع من وتيرة التئام وشفاء الجلد.
- عسل التفاح: يجمع هذا النوع بين فوائد العسل الصحية وكذلك القيمة الغذائية المرتفعة للتفاح، من ثم يمكن اعتباره غذاء مثالي للأطفال خلال مراحل النمو نظراً لما يحتوي عليه من نسب مرتفعة من الحديد والفيتامينات.
- عسل نحل البرسيم: يأتي هذا النوع في مرتبة متقدمة بين مختلف أنواع عسل النحل من حيث معدلات الطلب والإقبال، ذلك يرجع إلى تكلفته المنخفضة نسبياً في مقابل الفوائد الصحية التي تنتج عنه والمتمثلة في الحفاظ على نسبة السكر في الدم وتحفيز إدرار البول وعلاج الاضطرابات الهضمية ومشاكل الجهاز التنفسي.
- عسل الليمون: يحتوي هذا العسل على نسب مرتفعة من مادة الفارنسول Fatnisol التي تساعد على إرخاء الأعصاب، من ثم تناول ملعقة واحدة منه مساءً تساعد على علاج نوبات الأرق واضطرابات النوم، كما أنه فعال في التغلب على تقلص العضلات والتهاب الشعب الهوائية وعسر الهضم.
- عسل الورد البلدي: من الأنواع غير الشائعة رغم ما يتميز به من خصائص عديدة، أبرزها فعاليته في تخفيف الآلام الناتجة عن أمراض المفاصل والرماتزم، كما يمكن استخدام عسل النحل الأصلي من هذا النوع بشكل موضعي حيث يقلل من شدة الألم الناتجة عن الجروح والحروق ويساعد على إتمام الشفاء منها، كما يستخدم أيضاً لأغراض تجميلية حيث يدخل في تركيب أقنعة تجديد خلايا البشرة والحفاظ على نضارتها.